السبت، 6 يونيو 2009

امراض للبيع


◄السمنة وأمراض القلب والسرطان أبرز أمراض «الصفوة» لكنهم أكثر قدرة على العلاج

من لم يمت بالفقر، مات بفيروس سى.. مقولة ساخرة انتشرت مؤخرا بين أوساط المصريين، تهكما على انتشار المرض لأسباب أغلبها مرتبط بالفقر وضعف الرعاية الصحية، لتتوحد مع عشرات الأمراض التى تنهش أبناء الطبقات الدنيا والمتوسطة فى مصر، وهو ما رسخ فى ظن الكثيرين أن أبناء الطبقات الغنية، أو «الصفوة» لا يمرضون، أو أن أمراضهم تختلف -بالتأكيد- عن تلك التى تصيبهم، فضلا عن قدرة «الصفوة» على الإنفاق على العلاج فى أكبر المستشفيات الخاصة داخل مصر، وخارجها إن استلزم الأمر، وإن لم يستلزم فى حالات كثيرة.

الكاتب الصحفى صلاح عيسى، أكد أن أمراض المصريين مصنفة منذ القدم، إلى أمراض للفقراء، وأخرى للأغنياء، مشيرا إلى أن ذلك يرجع لاختلاف أسلوب ونمط الحياة بشكل ينعكس مباشرة على إمكانية الإصابة بالمرض، وضرب مثلا بأمراض القلب والدورة الدموية، التى تنتشر بشكل أكبر بين أبناء الطبقات العليا، لارتباطها بارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم، والتى تسهم الأعمال التى تتطلب جلوسا طويلا فى ارتفاعه، فضلا عن تناول الأطعمة السريعة «fast food» المشبعة بالزيوت، كل ذلك يؤدى إلى ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب بين أبناء هذه الطبقة، بعكس الذين يعملون فى أعمال شاقة، تتطلب مجهودا كبيرا، وحركة مستمرة.

يتفق معه د.أشرف عبد العزيز، أستاذ التغذية بجامعة حلوان، الذى أكد أن أمراض المعدة والقلب تأتى على رأس أمراض الصفوة، وأوضح أنها تصيب رجال الأعمال، والسياسة، لأنهم ممكن أن يتعرضوا لضغوط عصبية مستمرة، تؤدى لاضطرابات عامة فى وظائف الجسم، تنعكس بشكل مباشر على القلب، والمعدة.

وتنضم السمنة إلى قائمة أمراض الصفوة، بحسب د. أشرف عبد العزيز، الذى أشار إلى انتشارها فى الفترة الأخيرة، مع ظهور أنماط التغذية المستحدثة على المجتمع، خاصة الأطعمة السريعة، التى تتسبب فى زيادة الوزن، ورفع نسبة الكوليسترول فى الدم، وهما السبب المباشر فى الإصابة بأمراض القلب، والسكر، وضغط الدم، خاصة أمراض القلب.

ورغم ارتفاع مستوى الرعاية الصحية، واهتمام «الصفوة» بالمداومة على الخضوع لفحوصات طبية دورية، فى أشهر المستشفيات والمراكز الطبية، إلا أن هناك أمراضا تظهر دون مقدمات، مثل الأورام السرطانية، التى ترتبط بعوامل وراثية فى بعض الأحيان، لكن هناك عوامل أخرى تتسبب فى الإصابة بتلك الأورام، مثل كثرة تناول الأطعمة المشوية، التى تتسبب طبقتها الخارجية «الطبقة البنية الناتجة عن الشواء» فى الإصابة بسرطان الثدى، والبروستاتا، والأوعية الدموية، كما يؤكد د. أشرف عبد العزيز، الذى أشار إلى أن فيروس سى يصيب الصفوة أيضا، لكن بنسب أقل، بين مدمنى الخمور، بسبب تأثير الكحوليات المباشر على الكبد، مما يضاعف من فرص إصابتهم بالفيروس، ويجعلهم عرضة لأمراض الكبد المختلفة المنتشرة بشكل شبه وبائى بين المصريين.

الرعاية الصحية تلعب دورا كبير فى تحجيم أمراض كثيرة، والقضاء عليها من البداية عند «الصفوة» الذين يصابون بها كغيرهم، لكن الاكتشاف المبكر لتلك الأمراض، يسهم إلى حد كبير فى علاجها، لكن ذلك لا يمنع من أن بعض الممارسات الخاطئة التى تنتشر بين أبناء الطبقات الغنية، تسهل الإصابة ببعض الأمراض، مثل عملية «الوشم»، التى انتشرت مؤخرا بين الشباب من الجنسين، والتى أكد د. أحمد درة، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بجامعة الأزهر، أنها تؤدى إلى مضاعفات خطيرة، وتتسبب بشكل مباشر فى الإصابة بفيروس سى.

لمعلوماتك...
274 طبيباً لكل 100 ألف نسمة فى مصر
15% ينفقها الفقراء فى مصر من إجمالى دخلهم على العلاج

ليست هناك تعليقات: